صحيفة ألمانية: ترامب يلفق تهمًا للصين مثلما فعل بوش مع العراق

يزعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أَنَّ الصين سَرَّبَت فيروس كورونا المستجد من مختبر أبحاث في ووهان، ويؤكد وجود "أدلة هائلة" على ذلك، ولكن يمكن أَنْ  تستند هذه الأدلة على كم هائل من التلفيق تَمَامًا مثل "الأدلة" التي بَرَّرَ بها بوش حرب العراق 2003 ، بحسب تقرير أوردته صحيفة دي فيلت الألمانية.

أوضحت الصحيفة أَنَّهُ  قبل أَنْ  يشن البيت الأبيض حَرْبًا مدمرة على العراق، رأت الحكومة الأمريكية آنذاك وجود أدلة دامغة تثبت أن الرئيس العراقي صدام حسين كان لديه أسلحة دمار شامل، ومع ذلك لم يتم العثور على أي شيء.

والآن، وفي الأسبوع الماضي، أَصَرَّ وزير خارجية دونالد ترامب مايك بومبيو، على أَنَّ أمريكا تمتلك "أدلة هائلة" تثبت تورط الصين في نشر الفيروس في العالم بعد تسريبه عَمْدًا من مختبر أبحاث في ووهان.

ورفضت الصين بغضب التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وبعدها هدد ترامب مرة أخرى بتعريفات عقابية.

ووَفْقًا  للصحيفة، يبدو أَنَّ الأدلة  تستند إلى تنصت على المكالمات الهاتفية الصينية، وإن كان ذلك دون تحديد واضح للمسؤولين، و تستند أيضًا إلى ورقة مكتوبة من قبل الخدمة السرية التابعة للتحالف المخابراتي العيون الخمس المكون من (الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا)،  حيث تعتقد هذه الدول أَنَّ الصين مسؤولة عن الجائحة وتريد توريط الصين لتدميرها اقتصاديًا في المستقبل.

رأت الصحيفة أَنَّ هذه الاستراتيجية المتبعة ضد بكين ليست جيدة، لِأَنَّ  إدارة ترامب ارتكبت ما يكفي من الأخطاء في أزمة كورونا،  والآن يعطي الاتهام الأمريكي للصين الانطباع  بزيادة مخاوف ترامب من احتمالية عدم إعادة انتخابه.

ولفتت الصحيفة أَنَّ مثل هذه الاتهامات تصرف الانتباه عن أسئلة حقيقية مثل متى اندلع وباء كورونا بالتحديد؟ ، وهل أبلغت حكومة بكين في التوقيت الصحيح؟

ومن جانبها، زعمت الصين بالفعل في مارس أن الجيش الأمريكي أحضر كورونا إلى ووهان، ونادرا ما تطلق بكين مثل هذه الاتهامات  الصاخبة في وجه الولايات المتحدة، إلا إذا كانت متأكدة منها، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أَنَّ سلوك القوى العظمى لا يحل محل البحث عن الأسباب،  فيجب عليها إدارة الأزمة بشفافية وصراحة مطلقة.

رابط النص الأصلي