كورونا والاحتجاجات.. أحلام الطلاب العراقيين بالتخرج تتبخر

كتب: إسلام محمد

فى: العرب والعالم

21:36 24 مايو 2020

كان من المفترض أن يكون هذا العام عام تخرّج بسمة هيثم بإجازة جامعية وشهادة لغة وماجيستير خارج البلاد ربما، لكن الاحتجاجات المطلبية وتفشي وباء كورونا في العراق، سيّرا الرياح عكس مسار سفنها.

 

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ربما لا يتمكن نحو 150 ألف طالب عراقي من التخرج المفترض هذا الربيع، بحسب المتحدث باسم وزارة التعليم العالي حيدر العبودي، إذ أغلقت الجامعات أولاً بسبب الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة، وثم بانتشار وباء كوفيد-19

.

وسيؤدي ذلك إلى تأخير عمليات البحث عن وظائف في بلد تبلغ فيه نسبة بطالة الشباب 36 في المئة، ومن المرجح أن ترتفع أكثر مع مواجهة البلاد لأزمة مالية.

 

كانت بسمة هيثم قد خططت بعناية لدراستها، حتى تتمكن من الحصول على وظيفة نادرة في القطاع الخاص في العراق، وبمجرد أن تتسلح بشهادة في الأدب الانكليزي، كانت تأمل في الحصول على شهادتين باللغة، ثم متابعة الماجستير في إدارة الأعمال أو الترجمة الفورية.

 

لكن الاحتجاجات كانت أسرع. وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع في الأول من أكتوبر، موعد بدء السنة الجامعية، مطالبين بمحاربة الفساد وتغيير كامل الطبقة السياسية التي كانوا يتهمونها بالولاء لإيران.

 

ولتوقف الدراسة، كان للطلاب دور رائد في الإضرابات ونصب الخيم الاحتجاجية بأسماء الأقسام الأكاديمية، وتنظيم مسيرات لدعم الحركة عندما تخفّ الحماسة.

 

بحضور عدد قليل من الطلاب إلى الفصول الدراسية، قامت معظم الجامعات بإعادة جدولة امتحانات الفصل الدراسي الأول إلى أواخر فبراير أو مارس، وبدأ ترسيخ استخدام المناهج عبر الانترنت.

 

لكن مشكلة أكبر كانت تتبلور في ذلك الوقت: جائحة فيروس كورونا المستجد شديد العدوى الذي اجتاح العالم.

ومع استعداد الطلاب لإجراء امتحانات أعيدت جدولتها، أغلقت الحكومة كل أماكن التجمعات الرئيسية، بما في ذلك الجامعات، لمنع تفشي الوباء.

 

وبالتالي، تم تأجيل احتفالات التخرج التي طال انتظارها، وكذلك المنح الدراسية الدولية.

 

ووفقاً للسفارة الأميركية في بغداد، لن يتمكن ما بين 200 و250 طالباً كان من المقرر أن يدرسوا في الولايات المتحدة هذا العام، من السفر بسبب القيود المفروضة جراء كوفيد-19

.

فيجب على طالب الفنون الجميلة في جامعة بغداد كي يتخرج إكمال مشروع النحت النهائي في استوديو الجامعة، المغلق منذ أكثر من شهرين.

 

انضمت محمد إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي، لكنها تقر بأن الإقبال الضعيف في الآونة الأخيرة يثنيها عن العودة إلى الشارع.

 

أكثر من 60 % من سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة، هم دون الخامسة والعشرين، ويقدر بأن يزيد عددهم عشرة ملايين بحلول العام 2030

.

يعتمد معظم الطلاب الأكبر سناً على برنامج التوظيف الجماعي للحكومة من الحقبة الاشتراكية، حيث يتم تعيين الخريجين الجدد في وظائف في القطاع العام المتضخم في البلاد.

 

لكن الحكومة كافحت من أجل استيعاب الموجات الجديدة من الخريجين في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أثار قلق سجاد مطر، طالب الطب البالغ 22 عاماً.

 

اعلان