«لعنة الكتب» تلاحق ترامب.. كتاب جديد يفضح فشله أمام كورونا

كتب: متابعات

فى: العرب والعالم

20:23 10 سبتمبر 2020

 

يبدو أن "لعنة الكتب" ما زالت تطارد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى في نوفمبر المقبل للفوز بفترة رئاسية ثانية، فبعد كتاب مستشاره المقرب للأمن القومي جون بولتون، الذي كشف خفايا سياسته الخارجية، وكتاب ابنة شقيقه "ماري ترامب" التي فضحت تاريخه العائلي، جاء الدور على الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودورد ليكشف في كتابه المقرر صدوره بعد أيام كيف قلل الرئيس ترامب من خطر فيروس كورونا، رغم معرفته بخطورته القاتلة.

 

وفي مقتطفات من كتاب "غضب" المقرر نشره في 15 سبتمبر، اعترف ترامب بأنه حاول التقليل من التهديد القاتل لفيروس كورونا في بداية انتشاره. وبرر ترامب المسألة بأنه لم يرد خلق حالة من الذعر والهلع بين الأمريكيين وأنه كان ومازال على علم بخطورة كوفيد-19.

 

وأوردت شبكة "سي إن إن"، مقتطفات من مقابلة أُجراها الصحفي المخضرم بوب وودورد في 19 مارس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكشف فيها عن اعتراف ترامب بأنه حاول التقليل من التهديد القاتل لفيروس كورونا المستجد في بداية انتشاره.

 

وقال ترامب في المقابلة "أردت دائما التقليل من شأنه"، في إشارة إلى الفيروس. وأضاف في مقابلته المسجلة مع وودورد "ما زلت أرغب بالتقليل من شأنه، لأني لا أريد أن أخلق حالة من الذعر".

 

وفي مقابلات سابقة مع وودورد، أوضح ترامب بأنه كان مدركا أن الفيروس "شيء قاتل" وأكثر خطورة من الإنفلونزا العادية إلى حد بعيد. لكن ترامب كان يكرر القول للأمريكيين في كل ظهور علني بأنه لا يجب اعتبار الفيروس بمثابة خطر وأنه "سيختفي" من تلقاء نفسه.

 

واستغرق الأمر حتى يوليو قبل أن يقتنع الرئيس الأمريكي بوضع كمامة في الأماكن العامة. وغالبا ما أثنى ترامب على استجابة الصين للوباء في المراحل الأولى قبل أن ينقلب عليها لاحقا ويحملها مسؤولية انتشاره والتسبب بالأزمة الصحية العالمية.

 

ومن المتوقع أن تتجاوز الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الولايات المتحدة حاجز 200 ألف. ويصرّ ترامب على نجاحه في إدارة مواجهة الوباء وصواب قراراته المبكرة بحظر دخول المسافرين من الصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، ومن نقاط ساخنة في أوروبا.

 

ومع ذلك تظهر الاستطلاعات أن ثلثي الأمريكيين يعارضون قراراته. وقالت المسؤولة الإعلامية في البيت الابيض كايلي ماكيناني للصحفيين إن دافع ترامب الوحيد وراء التقليل من خطر الفيروس كان فقط طمأنة الأمريكيين. وأضافت "من المهم إظهار الثقة، من المهم إظهار الهدوء"، لافتة الى أن "الرئيس لم يكذب أبدا على الأمريكيين بشأن كوفيد". 

 

في السياق، حمّل المرشح الديمقراطي جو بايدن، في خطاب ألقاه في الهواء الطلق في بلدة قرب مدينة ديترويت ، إدارة دونالد ترامب مسؤولية الركود الاقتصادي الذي تمر به الولايات المتحدة اليوم، وذلك بسبب سوء إدارة أزمة فيروس كورونا بحسب تعبير  بايدن.

 

واتهم بايدن خصمه الجمهوري بأنه تسبب في تهجير الوظائف إلى الخارج والتسبب في حروب تجارية زعزعت الاستقرار كما أنه أخلف بوعده حين التزم بعدم إغلاق أي مصنع للسيارات في الولايات المتحدة خلال عهدته.

 

وقال بايدن في خطاب ألقاه في الهواء الطلق في بلدة وارن القريبة من مدينة ديترويت، عاصمة صناعة السيارات في الولايات المتحدة، إن "هذا الركود تسبب به إهمال دونالد ترامب، وبالتالي فهو غير أهل لهذا المنصب".

 

وأمام عدد محدود من المدعوين الذين تجمعوا أمام مقر "يو دبليو إيه"، النقابة القوية للعاملين في قطاع صناعة السيارات، تساءل بايدن "كم عدد العائلات التي تفتقد أحباء لها على مائدة العشاء هذه الليلة بسبب إخفاقاته؟"، مذكرا بأن جائحة كوفيد-19 حصدت أرواح 190 ألف شخص في الولايات المتحدة. وأضاف "هذا أكثر من عار. هذا تقصير في الواجب".

 

ويعتبر أداء ترامب في الملف الاقتصادي من بين نقاط القوة النادرة للرئيس الجمهوري في استطلاعات الرأي، ومن هنا فقد حرص بايدن في خطابه على التشكيك بقدرة منافسه على النهوض بالاقتصاد. وقال "عندما أغلق مصنع جنرال موتورز هنا في وارن العام الماضي، أراهن أن الناس هنا لم يكونوا مرتاحين لوعود ترامب الفارغة".

 

وهذه أول رحلة انتخابية يقوم بها بايدن إلى ولاية ميشيجن المتأرجحة منذ فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في أبريل الماضي.

اعلان