صحيفة ألمانية: في مصر.. الخوف من عدوى «كورونا الأجانب» مثير للقلق

كتب: احمد عبد الحميد

فى: صحافة أجنبية

20:40 11 أبريل 2020

يعيش المصريون حاليًا في "نصف حجر صحي"،  ويروج الكثيرون أقاويل مفادها أَنَّ  فيروس كورونا وصل البلاد عبر الأجانب .. هكذا اِسْتَهَلَّتْ  صحيفة زوددويتشه الألمانية تقريرها عن إجراءات مواجهة فيروس كورونا في مصر.

 

و بحسب الصحيفة،.المثير للقلق هو خوف المصريين من الأجانب، حيث أغلقت أرض النيل مثل العديد من البلدان الأخرى ، حدودها لحماية نفسها من التهديدات الخارجية، وهكذا أصبح الأجنبي مصدر الخطر وناقل للعدوى.

 

 وأضافت الصحيفة: "عندما يتحدث المصريون عن سبب إصابة مريض بالفيروس المستجد، إما يربطونه برحلة قام بها مريض كورونا مؤخرًا إلى أوروبا أو الصين، أو بأجنبي قابله في مصر،  فهل سيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى القومية الخطيرة؟".

 

وفي 25 مارس ، فرضت الحكومة المصرية حظر تجوال عام  من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة السادسة صباحًا ،  أي "نصف حجر صحي".

 

ونقلت الصحيفة عن الكاتب المصري خالد الخميسي، قوله:  "في غضون حجر صحي غير كامل نعيش حياة مزدوجة غريبة، ففي الصباح نرى الحشود المعتادة في المدن والشوارع و وسائل النقل، وفي المساء يختبئ الناس في منازلهم، ليتنفسون هواء أقل تلوثًا عبر الشرفات".

 

 وأضاف الخميسي: "في المساء تصبح المدن هادئة وتترك خالية للكلاب والقطط الضالة ، الذين قد يتساءلون أين اختفى الناس ، وربما يتساءلون أيضا عن نوع الفيروس الليلي الذي يتوغل الشعب الهوائية فقط بعد الساعة 7 مساءً ، ويتوقف في الصباح".

 

واستطرد: " يدافع البعض عن الحكومة بالقول إن من المستحيل على المصريين البقاء في منازلهم خلال النهار، لأنهم حينئذٍ سيجوعون".

 

وفقًا لآخر الاستطلاعات التي أجراها المركز القومي  للإحصاء في عام 2017، فإن حوالي 33 % من المصريين  يعيشون تحت خط الفقر، وهؤلاء الناس ليس  لديهم مدخرات تسمح لهم بالبقاء في المنزل لأكثر من أسبوع.

 

وتابع الكاتب المصري الخميسي، قَائِلًا :  "انقسم الناس إلى مجموعتين: مجموعة متفائلة تفترض أَنَّ  التطعيم ضد السل الذي حظى به جميع المصريين يساعد  في مكافحة انتشار الفيروس، و أَنَّ  درجات الحرارة الصيفية ستحمي الناس من الوباء".

 

وأكمل:  "من ناحية أخرى، تشير المجموعة المتشائمة إلى أَنَّ  المصريين لديهم أكثر من 100 مليون شخص ، يكتظ معظمهم في وادي النيل ، مما قد يكون له عواقب وخيمة لانتشار الفيروس".

 

ومضى الخميسى قَائِلًا : "لم يثير المصريين اليوم الجدل حول مسألة تطبيق إجراءات الحجر الصحري التي تشمل إغلاق المساجد أمام المصلين ، وتعليق العبادات في الكنائس القبطية أمام الأقباط، ويأتي ذلك على النقيض من الجدل الذي حدث حول هذه المسألة، والذي نوه إليه فصل "الحجر الصحي" في كتاب رفاعة الطهطاوي".

 

ويتساءل الآن المثقفون المصريون: هل يكون الوباء إشارة البدء لإنسحاب رجال الدين ولإعطاء الأولوية للعلم، بعد أن سيطر الدين على الحياة منذ السبعينيات؟

 

ومن اللافت للنظر أن المصريين لم ينغمسوا وراء الشيوخ أوالكهنة لحمايتهم من خطر الفيروس، وبدلاً من ذلك ، تحظى الآراء العلمية بشعبية كبيرة، بحسب الصحيفة.

 

وفي الإسكندرية ، خرج موكب سلفي في مسيرة للتضرع إلى  الله لرفع الوباء،  كما رفض إمام مسجد الحسين الذي يزوره الكثيرون في القاهرة، الإغلاق.

 

  وهناك العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على موقع يوتيوب التي توصي بالثوم والليمون ضد الفيروس ، وهي توصية صادرة من المعالجين بالأعشاب الذين تستضيفهم وسائل الإعلام المصرية.

 

بالإضافة إلى ذلك،  أعرب الأقباط بالفعل عن قلقهم من تقديم قربان القداس في ظل تفشي الوباء، في حين يعتقد الكثير من الأقباط أن المسيحي المحروم من السر لمدة أربعين يومًا يمكن مهاجمته بروح شريرة.

 

رابط النص الأصلي

 

اعلان